أما والهوى لولا العيون السواحر

أما وَالهوى لَولا العيونُ السواحِرُ

لما سهرت منّا العيون السواهرُ

وَلا رُشِقت منا القلوب باسهمٍ

ولا اصبحت منا تُشقُّ المرائِرُ

هي الاعين الوسنى فلا تغترِر بِها

فكم احجَّبت حَرّا عيونٌ فواتِرُ

فواترُ الّا انهنَّ فواطِرٌ

قُلوباً والا انهنَّ بواتِرُ

مِراضٌ نَعم لكن صِحاحٌ لدى الوَغى

كسيراتُ اجفانٍ ولكن كَواسِرُ

وَواللَهِ لَولا سقمُها لم يكن بِنا

سِقامٌ فتعدينا وَلسنا نحاذِرُ

هيَ الرُسلُ تدعو كلَّ قَلبٍ الى الهوى

نَواهٍ كَما شاءَ الغَرامُ وامِرُ

الى حبِّ لَيلى قد دعَتنيَ عينُها

فَلبّى فؤادي عن يَدٍ وهو صاغِرُ

رَعى اللَه لَيلى انما انا قَيسُها

فَهَل هيَ لَيلى قيسِها ام تُغايرُ

فان كانَ يُدعى قيسُ من آل عامِرٍ

فَما قَلبُهُ في حبِّ ليلاهُ عامِرُ

بَلى فهو امسى منزلاً عامراً لَها

بِهِ قد ثوت حيثُ الغَرامُ المجاوِرُ

هوىً ظلَّ يُخفيهِ وَللحبِّ نظرةٌ

يبين بها ما ضُمنتهُ السَرائِرُ

أَلا إِنَّ لَيلى جوذُرٌ غير أَنَّها

تَصيد وَلَم تعهد كذاك الجآذرُ

وَيا رُبَّ مَفعولٍ غدا وهو فاعِلٌ

كَما ان منصوراً غدا وهو ناصِرُ

فَتىً جمع الامرين كالبدر آخِذاً

من الشمس تُعطى النور منهُ النواظِرُ

هُمامٌ لَهُ في كل فضلٍ مآثرٌ

نعم وَلَهُ في كل مَجدٍ مفاخرُ

مفاخر في جيد الزَمان قلادَةٌ

وَسَيفٌ لاعناق الاعاديّ ناحِرُ

مُشيرٌ ولكنّا نَراهُ بمجدِهِ

مُشاراً اليهِ وهو كالشَمس ظاهِرُ

أَريجُ ثناءِ كالنَسيم يمرُّ في

خَمائِلُ اوصافٍ لَهُ فهو عاطِرُ

بدا في صفاتٍ تَقتَضي واصفاً لها

ولكن لديها طائل المدح قاصِرُ

مكارم اخلاقٍ وحسن شمائِلٍ

مواردُها ميمونَةٌ وَالمَصادِرُ

حديقة مجدٍ باهرٍ طابَ غَرسُها

وَقَد جادَها غيثٌ من الفضل هامِرُ

ضَغا ظِلُّها من شِدَّة الخصب وارفاً

وَمثلَتِ الانوارَ منها الازاهرُ

فَما شئتَ من ادواح مَجدٍ مؤَثَّلٍ

عليهنَّ كَم قد صاح للفخر طائِرُ

وَما شئتَ فيها من موارد عزَّةٍ

جرت تحت جنّاتٍ فتلكَ كواثرُ

تعطَّف فيها ماؤُها فَمعاصِمٌ

هُنالِك تَحليهِنَّ مِنهُ أَساوِرُ

يَروح بِها الظمآنُ يشربُ مسمعٌ

قُبَيلَ فمٍ منهُ وَيَشرب ناظِرُ

أَلا وهو مُنميها بشمس ذَكائِهِ

وَغيث نداهُ وهوَ بالفضل ماطرُ

لَها مِن شَفيقٍ خَيرُ فرعٍ وَحبذا

فَتىً قد زكت منهُ وَطابَت عناصِرُ

تَدلُّ على القرع الاصول وَهَكَذا

تدلُّ على الاصل الفروعُ النواضِرُ

فَتى بالرياضيّات روَّض فِكرُهُ

فراض صِعاباً دونها الفكر حائِرُ

فَذَلَّ لَهُ العاصي فذلَّلَهُ بها

نَعَم مَن لمنصوو نُمي فهو ظافِرُ

كَريمٍ ومن اسنى مكارمهِ لَدى

قصوريَ فيِ أَنَّهُ ليَ عاذِرُ