الحسن يأمر والعشاق تأتمر

الحسنُ يأمرُ والعُشّاقُ تأتَمِرُ

فَلَيسَ للَّومِ وجهٌ لا وَلا أَثرُ

وَلا ملامَ على اهل الجمال اذا

صدوا فهم منهُ بالإِدلال قد أُمروا

وَبي رشاً كان مأمورَ البها فَغَدا

وُهُوَ الأَميرُ مُطاعاً امرهُ الخطِرُ

مليكُ حسنٍ على عبد الغَرام سطا

فكان في كل حالٍ شأنهُ الظفرُ

لما رأَيتُ ندى نيسانَ في صَدَفٍ

من فيهِ قلتُ لِنَفسي هَهُنا دُرَرُ

وإِذ رأَيتُ الثريّا ضمن مبسمِهِ

قلتُ المَجرَّةُ فَبِهِ ماؤُها الخَصِرُ

فافترَّ من عَجبٍ واهتزَّ معطفُهُ

عُجباً وَقالَ لِهَذا وردهُ عَسِرُ

وَقلت للصَحب هَذا ليل طُرَّتِهِ

ايضاً فهل بعدٌ ريبٌ أَنَّهُ قَمَرُ

حلو الوصال ولكن لست اعرفُه

فالضدُّ بالضدِّ عند الجَهلِ يُختَبَرُ

بادي البشاشة الّا اذ أُقابِلُهُ

فيوتِرُ القوسَ لكن ما لَها وترُ

بل كُلُّ اعضائِهِ نَبلٌ وكليَ في

غَرامِهِ أَكبُدٌ بالشَوقِ تَستعرُ

وان يغِب فسهامُ الشوقِ ترشقني

في القرب خَوفٌ وَفي شَحطِ النوى خَطَرُ

ما طالَ في حبِّ ذيّاك الرَشا زَمَني

الا ومنهُ لآمال اللِقا قِصَرُ

مثل اليراعةِ في كَفِّ النَجيبِ وكم

تَوَدُّ لَو اشبهتها البيضُ والسُمُر

تَجري البراعةُ فيها منهُ مُحييةً

لَها فَنُفصح ما من دونِهِ حَصَر

مَن كانَ يُنكِرُ أَنَّ العودَ في يَدِهِ

يَندى فيُثمِرُ هَذا العودُ والثمرُ

أَو قال لا بدَّ دون الشهد من إِبَرٍ

للنحل ذا شهدُها ما دونهُ إِبَرُ

مهذَّبُ اللَفظِ وَالمَعنى اذا كَدرَت

موارِدُ الحسنِ لم يلحقهما كدرُ

وَكُلُّ وردٍ فعنهُ يُبتَغى صَدَرٌ

وعن ورودهما لا يُبتَغي صَدَرُ

راحٌ لأَرواحِ أَنفاسِ النفوس عَلى

رَيحانِ انسٍ اريجٍ نشرُهُ العَطِرُ

وَرُبَّ كأسٍ سَقاني من سُلافتِهِ

صَحَت وقد رشفتها النَفسُ والبصرُ

تَضَمَنَّت من صفاتِ الخمرِ اعذبها

مِمّا يَلذُّ بهنَّ العقل والنظرُ

يا من تكلَّف لي مدحاً أَفيهِ بِهِ

لانَّ باعيَ في الإِيفاء معتذِرُ

قَصيدَةٌ قصدَت لي فاِنثنيتُ بِها

ايتهُ لكن لعمري لستُ افتخرُ

اذا افتخرتُ ادَّعيتُ الفضل لي ولَهُ

عين التفضل منها عنديَ الاثرُ

انتَ النَجيبُ مسمى اسمٍ تليقُ بِهِ

لَم يُحصِ وصفَكَ الّا وَهوَ مُختَصِرُ

جارَيتُهُ فاِختصرتُ الوصفَ منك وان

قُلتُ النَجيبُ كفاني وهو مُقتَصَرُ