تليد الهوى في مهجتي وطريفه

تَليدُ الهوى في مهجتي وطريفُهُ

ارى منهما جيشاً تلاهُ رديفُهُ

مواقعُهُ شعوآءُ في كل غارَةٍ

وأَرماحهُ مسنونةٌ وَسيوفهُ

بأَيدي صُفوفٍ من عساكرهِ سَطت

عليَّ وَمَرَّت في فؤادي صفوفهُ

وإن الهوى ما زال لا دَرَّ درُّهُ

أَليفَ الَّذي قد بان عنهُ اليفهُ

أليفٌ يُراعي في الوَلا حقَّ إِلفهِ

اذا أَلِفَ الانسانَ فهو حَليفهُ

ألا في ذِمام اللَه قَلبٌ لقد سطا

عليهِ قويُّ الحبّ حتىّ ضَعيفهُ

فَصار اذا هبَّ الهوآءُ يظنهُ

هَوىً فنُسَيمات الرياض تُخيفهُ

يخاطبُ اطلالاً صَداها يحببهُ

وَيصغي الى بانٍ توالى حفيفهُ

يهيجهُ مرُّ النَسيم على الغضا

كأَنَّ نواحاً صوتهُ وَهَفيفهُ

فَلا تعذلاهُ ان بكى كلَّ ساعةٍ

فذلك متبول الفؤاد أَسيفهُ

فإنَّ بِهِ الوجدَ الَّذي قد سمعتما

بِهِ أَنَّ قَيساً عبدُهُ وَوَصيفهُ

وَهَيهاتِ ما قيسٌ لقي فوق ما لقي

من الحبِّ اذ جارَت عليهِ صروفهُ

كفاهُ من التَعذيبِ أَنَّ فؤادَهُ

ثَقيلَ الهوى فيهِ يصير خَفيفهُ

وأَنَّ لَهُ في كُلِّ عُضوٍ مَشاعِرَ ال

هوى فَهوَ مُضنى كلِّ عضوٍ مأُوفهُ

يَنوح كَما ناح الحمامُ وليتهُ

حَمامٌ فَيَغدو للحَبيب رَفيفهُ

وَيَبكي كَما يَبكي السحاب وليتهُ

سحابٌ غدا فوق الديار وقوفهُ

أَلا للهوى ما في الفوأد من الهوى

كأَنَّ سهاماً نافذاتٍ حروفهُ

بِهِ مِن زَماني قد تقضى رَبيعهُ

فَلَيسَ بِباقٍ منهُ الّا خَريفهُ