دهر به العميان احسن حالة

دَهرٌ بِهِ العُميانُ احسَنُ حالةً

من مُبصرين يَرونَ ما هوَ فيهِ

من كل ذي ظفرٍ كشفرة مِنجَلٍ

امسى بِقُفّاز الحرير يَقيهِ

وَغدا يُلَقَّب بالمكرَّم والوجي

هِ وَفاضلٍ وَمهذَّبٍ وَنَبيهِ

حَتىّ لَيَعجَبُ نفسُهُ من نفسِهِ

وَيَقولُ يا عَجَبا من التَمويهِ

وإِذا تأَمَّل نَفسهُ وخلا بها

ضَحِكَت فيضحَكُ ضِحكةَ المَعتوهِ

وإِذا مَشى لم يدرِ يَمشي مثلما

قَد كانَ ام يَختالُ مشيةَ تيهِ

فَيُصيبُهُ مَثَلُ الغُراب وَهَكَذا

يَبغي التشبُّهَ وهو غيرُ شَبيهِ

ما أَحوَج الدنيا لأُستاذٍ يُعل

لِمُ هؤلاءِ قواعدَ التَشبيهِ