عتابي اولى من عتابك لو تدري

عِتابيَ اولى من عتابكَ لَو تَدري

لانيَ قد خالفتُ ما اِعتدتُ في عمري

تعوَّدتُ أَنّي لا أُعاتب مذنِباً

وَلَو كُنتُ صُحراً وهو كان أَبا صُحرِ

لأَني أُلفي العتبَ إِما تَرَضيّاً

وإِما تَشَفٍّ فهو يقبحُ بالحُرِّ

فأَمّا الترضيَ فهو شَرُّ مَذَلَّةٍ

وامّا التَشَفي فهو كالأَخذ بالثأرِ

اذن فالتشفي يعدل الذنب والَّذي

أَلوم على إِجراهُ كيفَ لَهُ أُجري

وَلكن كَلامي لَيسَ هَذا وليس ذا

فَلَيسَ عتاباً بَل ضروبٌ من الذكرِ

كَلامٌ يُسمى بالعتاب كما الطِلا

تسمىّ عَجوزاً وَهي أَفتى من البِكرِ

وان شِمتَ فيهِ بعضَ عتبٍ فانني

اسميهِ تبكيتاً لِمرتكِب الوِزرِ

لمرتكبٍ ما العقل بكرههُ

يُناقضهُ الطبع السَليم من النُكرِ

وما هُوَ الّا انتَ بل لستَ غيرَهُ

وَلِم لا وقد افرطتَ في العجب والكبرِ

رُوَيدَكَ يَكفي بعضُ كبرك إِنَّهُ

على الشجر العالي يُخاف من الكسرِ

وَما ينفع الاشجارَ طولٌ لساقها

اذ لم يُقابلهُ التعمُّقُ للجِذرِ