لا بدع إن كان أعطي القوس باريها

لا بدع إن كان أُعطي القوسَ باريها

ممَّن تعوَّدَ يُعطاها وَيُعطيها

فَلا نهنئهُ لكن نهنئُها

بِهِ فتلك الَّتي نالَت امانيها

رئاسَةٌ نالها مَن لم يزد شرفاً

بها فَفي نَفسِهِ قد كان حاويها

اجَلُّ منزلةً من ان يقال لَهُ

تَهنيك من رُتَب العليا معاليها

مولىً لَهُ قدمٌ في الفَضلِ راسخةٌ

وَفي الندى يَدُهُ البيضا تلاقيها

رادَ الفضائِلَ حتىّ حازَ افضلها

فَلَم يَكُن من جديدٍ عندهُ فيها

مبارك الوجه وضّاح الجَبين اذا

دَجَت صروفُ اللَيالي فهو جاليها

في قَلبِهِ لاحَ نور الحقِّ تبعثُهُ

نيرانُ غَيرتِهِ والعزم يُذكيها

تَهنا طرابُلُس الشأم الَّتي ظفرت

منهُ بِفَخرٍ بِهِ ازدانت نواحيها

وَنال جِلَّقَ حظٌّ مِنهُ حيث ثَوى

بها فكلتاهما لاقَت تهانيها

تعوَّد العدلَ والانصافَ مشرَبهُ

وعادة المرءِ لا تعدو مَجاريها