لنا بك خير تهنئة وبشر

لَنا بِكَ خَيرُ تهنئَةٍ وَبشرِ

بما قد نلتَ من شَرَفٍ وَفَخرِ

وَلَو قلنا الهنا لكَ ما اصبنا

فَذَلِكَ لم يزدك سُموَّ قدرِ

رايتُك بين اهل العَصرِ فَرداً

سما بل مفرداً في كل عصرِ

لانك كامل الاوصاف حتىّ

يصحُّ القول انك مثل بدرِ

جَليل الذات والاوصاف شَهمٌ

حوى من كل فضلٍ كلَّ سرِّ

صفاتك تُعجِزُ الشعرآءَ نظماً

فَما يَقضي ثنآءك غيرُ نَثرِ

وَبحر الشعر نَدعوهُ ببَحرٍ

ولكن فيك نَدعوهُ بنهرِ

لَهُ مَدٌّ بغير ثناك لكن

بوصفك ما لديهِ غير جزرِ

وانك روضَةٌ من كلِّ زهرٍ

حوت حتىّ أَفاحَت كلَّ نشرِ

ونِعم الزَهرُ زَهرُ الفضل يُزري

بزَهر الروض بل بالزُهر يُزري

عُلى وَمَكارِمٌ وكمال ذاتٍ

وَفَضلٌ رائِعٌ وَجَميلُ ذكرِ

وَعِلمٌ باهِرٌ وَذَكاءُ فكرٍ

اليهِ قد نُسِبت فقيل فكري

وَحسنُ مآثِرٍ واثيلُ مجدٍ

وَلطفٌ كالنَسيم غداةَ يَسري

وَصدقُ طويَّةٍ وَعَفافُ قَلبٍ

نقيٍّ قد حواهُ رَحيبُ صَدرِ

وَجودٌ مثل ماءِ المزن لكن

يُعُمُّ فَلَيسَ مَخصوصاً بقُطرِ

وإِنَّك شاعِرٌ تغدو لديهِ

بحار الشعرِ غارقةً ببحرِ

لَقَدرُمنا الثناءَ عليك لكن

لعمري ما صِفاتُك تحتَ حصرِ

صِفاتٌ كيف شئتَ يُقال فيها

من الاحسان والحسن الأغَرِّ

سأَلنا المَجدَ لما إِن رأَينا

لَهُ شُغلاً كمفتَكرٍ بامرِ

بمن يا مجدُ فكرك في اِشتغالٍ

فَقالَ لنا بعبدِ اللَه فكري