لو استطعت جعلت البرق لي قلما

لَو اِستَطعتُ جعلتُ البَرقَ لي قلما

وَالجوَّ طرساً وحبري الغيثَ همى

وَرحتُ املأُ آفاق السماءِ ثناً

عليكَ منتثراً طوراً ومنتظما

وقلَّ ذاك لدى فضلٍ غدوتَ بِهِ

ناراً على الطَودِ او نوراً باوج سَما

يا كنز فضلٍ وعلم لا نفادَ لَهُ

مَع أَنَّهُ لَزِمَ الإِنفاق والكَرَما

إن النَفيسَ عَزيزٌ أَن يُنالَ وَقَد

بذلتَهُ بيننا غُنماً لمن غنِما

كالشَمس تُعطي سناها كلَّ ذي بصرٍ

وَربَّما كان لا يدري لهُ قيما

يا روضةَ الفضل منزَهرٍ ومن ثمرٍ

كأَنَّ للعقل اذ يَجني جَناهُ فَما

ظِلالُها وارفاتٌ في نضارتها

وَقَد زَكا غَرسُها في طيبهِ وَنَما

نبغي مبالغةً في الشعر فيك فلا

نَسطيعُ ذاك ولا نقضي الَّذي لَزِما

وَالشعرُ لا بدَّ فيهِ من مُبالغةٍ

الّا بوصفك فهوَ الغالِبُ الكَلِما

انتَ الطَبيبُ لأَجساد العباد ولل

عقول والأَنفُس اللاتي اشتكت سَقَما

وَالفَيلَسوف الَّذي أَحصى العلوم وَقَد

أَسالَها مَنهَلاً للمشتكين ظَما

وانما العالِمُ المفضال عن ثِقةٍ

مَن علَّم الناسَ لا مَن وحدَهُ عَلِما

تُدعى الحكيمَ وان نَعنِ الطَبيبَ وان

لا نَعنِهِ فَصَحيحٌ فيك كلُّهما

وَمَن يقُلهُ اكتَفي عن ذكر تسميةٍ

اذ قد غدا لك في تعريفِهِ عَلَما

يا مُغفِلاً نفسَهُ في جَنب منفعةٍ

للآخرين جُزيتَ الخيرَ والنِعَما

كأَنَّما الناسُ طَرّا عَيلةٌ لكَ من

شَكا فانَّك معهُ تَشتَكي أَلَما

كُلٌّ يُحاول في الدنيا منافعهُ

يا طالِباً قبل ذا أَن ينفع الأُمَما

ولَيسَ تقصد في فعل الجميلِ سوى

وجه المُهَيمِن جلَّت ذاتهُ وَسَما

ورحمةً لِعبادِ اللَه تحسبها

فرضاً عليك من الرحمن قد حتُما

وَخدمةً لبني الانسان صادرةً

عَنمحض طبعٍ يراها عندهُ ذِمما

لَم تُعفِ نفسَك مِمّا الدَهرُ منهُ لَقَد

أَعفاك مستنزفاً من دونهِ الهِمَما

أَخلِق بِمَن طبعُهُ للامر يدفعُهُ

ان لا يصادفَ في أَعمالهِ سأما

فَلَو تشآءُ مَعاذَ اللَه في أَحدٍ

ضَرّا تحوَّلَ نفعاً واِقتَفى الشيما

يا ناقلَ السُقم من جسم السَقيم الى

جسم السقام فيُمسي وهو قد سَلِما

ان كانَ غيري يَشكو في ثناكَ بِهِ

قِصرَ اللسان فاني أَشتَكي بكَما