من الغرب وافى كوكب الشرق عن قرب

من الغرب وافى كوكب الشرق عن قربِ

خلافاً لما اعتدناهُ من مضطلع الشهبِّ

تجلّى علينا كالهلال فَلَم يكن

عَجيباً اذا وافى الينا من الغربِ

تَهلَّيتِ الاقطار عند قدومِهِ

تهلَّلَ جِسمٍ قد حظي بِلقا قَلبِ

رَئيسٌ وَلكن ليس يحسَبُنا سوى

بَنينَ لَهُ يُهدي لنا خالصَ الحبِّ

تَجَلَّت بِهِ ايامُنا الغُرُّ تُزدَهى

وَقَد خفقَت من فوقها راية العُجبِ

وازهر روضُ العلم فيها بفضلِهِ

فاصبح يُسقى صَيِّبَ الفضل لا السُحبِ

نَعِمنا بِعَودٍ منهُ نَدعوهُ عندنا

بَعيدٍ طَمَت بُشراهُ بالمنهَل العَذبٍ

اتى بعد ما طاف البلاد كسائحٍ

وَلَيسَ لَهُ غير الالهِ من الصَحبِ

يدبّر احوالاً وَيَرعى رعيَّةً

لراحة مَربوبٍ وَكَسب رضى ربِّ

تحمَّلَ من عِبءِ العَناكلَّ محمَلٍ

وَداس بجُهدٍ كلَّ مستوعِرٍ صَعبِ

وَعاد الينا وهو افضلُ عائدٍ

لدآءٍ من الاشواق وافاهُ بالطِبِّ