نبهني الحب من رقادي

نَبَّهني الحبُّ من رُقادي

وَقالَ قم يا اخا الغَرام

النَومُ عندي من الاعادي

فَلا تَكُن صاحبَ المنام

قم فالكرى والردى سواءُ

وَالفَرقُ في الطول والقِصَر

فَقُلتُ بل انتَ وَالقَضاءُ

سيّانِ في قَتلة البشر

فَقالِ قم يُقطَعِ المساؤُ

ما بينَنا حيثُما السَمَر

فَقمتُ كَرهاً عنِ الوسادِ

فَجاءَني طارحَ السَلام

تَعاقَدت بيننا الايادي

وَقال في مبدإِ الكَلام

كَيفَ تَرى الحبَّ يا مُعَنّى

فَقُلتُ صِفهُ فانتَ هو

فَقال صَعبٌ اذا تَجنىَّ

حِبٌّ فَفيهِ التَوَلُّهُ

او لَم تَنَل فيِهِ ما تَمَنىّ

فَذاكَ بالموت اشبَهُ

لكن اذا فزتَ بالمرادِ

فيهِ فيا حبذا المرام

فانت من اطيبِ العبادِ

عيشاً ومن اسعد الانام

ما العَيشُ الّا لدى التَصابي

من سَمع صوتٍ وضرب عود

وَما يلي ذاك من صِحابِ

كالرَوضِ وَالمَنهَل البَرود

وَمجلسِ اللَهو وَالشَرابِ

في مَعشَرٍ ذي وَفا وَجود

مُؤَلَّفٍ من ذَوي وِدادِ

كُلُّهُمُ راشِفُ المدام

فَذاك وَاللَه خير نادِ

وَذا هوَ العيش وَالسلام