هوى بين التحرك والسكون

هَوىً بين التحرُّك والسكونِ

يَهيجُ بِهِ لَظى القَلب الحَزينِ

وَما بَرح الهوى المقصورُ فينا

كممدودِ الهوا في كل حينِ

وَصدرٌ ضمَّ قَلباً ضمَّ وجداً

فَكانَ بِهِ شجونٌ في شجونِ

وَيا لِلَّهِ شَوقٌ في ضُلوعٍ

اقام بهنَّ كالداءِ الدَفينِ

أَشوق الى الَّذي مثّلت مِنهُ

مثالاً لَيسَ من ماءِ وطينِ

وَما حبُّ العيونِ يعدُّ حبا

فحبُّ العين من حبِّ العيونِ

وَلا كُلُّ المحبة عن ودادٍ

يُنَزَّهُ عن اراجيف الظنونِ

أَلا يا مَن لَهُ في القَلب عَهدٌ

كَنَقشٍ خُطَّ في الصخر المَتينِ

لَئن عطفت محبتكم فؤادي

فَكَم يَلوي الهوا رطبَ الغصونِ

بعثتُ مَع النَسيم لكم سَلاماً

حكى بالطبب عَرفَ الياسَمينِ

بعثتُ بِهِ الى روحٍ أَمينٍ

عساهُ يَكون مَع ريحٍ أَمينِ

رأَيتكَ قد أَلِفت الزهدَ طوعاً

بحيث رغبتَ في الحق المُبينِ

فَلَستَ بِبائِعٍ ديناً بدنيا

وَلَستَ بمشترٍ دنيا بِدينِ