خليل فرح بدري مغني سوداني مجدد وملحن وشاعر في الوقت نفسه كتب أشعاره. ولد خليل فرح في قرية دبروسة بجزيرة صاي بشمال السودان مركز وادي حلفا في عام 1894م . تلقى تعليمه الأولى بمدرسة دنقلا ثم التحق في عام 1908 بمدرسة الصنائع، قسم البرادة الميكانيكية بكلية غوردون التذكارية (جامعة الخرطوم حاليا) حتى نال شهادة الإجازة بالهندسة الميكانيكية. وخلال وجوده بالكلية أبدى اهتماما بالأدب الجاهلى ومتابعة الأعمال الأدبية لكتاب مصريين أمثال طه حسين ومحمود عباس العقاد وأحمد حسن الزيات وبدأ في حفظ قصائد الشعر العربى. هاجر إلى أم درمان ودخل مدرسة البوسته والتلغراف وكلية غردون التذكارية بالخرطوم، ورحل إلى القاهرة للعلاج من داء الرئة، كان الخليل أبو الوطنية وشاعرها ورافع علم الحرية والعزة والكرامة. كان شعلة من الذكاء الحاد والفكر المتقدم، سريع البديهة والحفظ والاستيعاب، توسع خليل فرح في اشعاره من خلال احتكاكه بأعمال الأدباء والشعراء السودانيين وتمكن من ارتياد المنتديات الأدبية المنتشرة في العاصمة المثلثة، كمنتدى أب روف، ومنتدى الهاشماب، ومنتدى الموردة، ثم منتدى (دارفور) في أدرمان وهناك نشر معظم أناشيده وأغانيه الوطنية. وساهم في تأسيس جمعية اتحاد الأدباء التي تكونت لجنتها في داره بالخرطوم. صدر لخليل ديوان شعر بعنوان «ديوان خليل فرح: خليل عزة»، نشرته دار جامعة الخرطوم وحققه وقدم له علي المك في عام 1977، حيث قال في مقدمة الديوان: «خلود خليل فرح من خلود وطنه، هذا أمر محتوم، لكون خليل يذكر حين يذكر الوطن». وقد نشر بعض قصائده في مجلة الفجر السودانية. أقام له نادى الخريجين حفل بالخرطوم تأبين إبان الحكم الثنائي، وقامت جامعة الخرطوم وجامعة القاهرة فرع الخرطوم (جامعة النيلين حاليا) بتكريمه بميدالية العلم الذهبي. أصيب خليل بنزلة شعبية في 1929م، ورقد بسببها في مستشفى الخرطوم الملكي في العام نفسه حتى وافته المنية 1932م وهو نزيل بمستشفى النهر بالخرطوم، ودفن في مقابر أحمد شرفي بالخرطوم.
السابق
التالي