حظيت بملء العين حسنا وروعة

حَظَيْت بملءِ الْعَيْن حُسْناً وَرَوْعَةً

عَرُوسٌ كَبَعْض الْحَور جَادَ بهَا الْخُلْدُ

يَوَدُّ بَهَاءُ الصُّبْح لَوْ أَنَّهُ لَهَا

مُحَيّاً وَغُرُّ الزَّهْر لَوْ أَنَّهَا عقْدُ

فَإِنْ خَطَرَتْ فِي الرّائعَات منَ الْحُلَى

تَمَنَّتْ حُلاَهَا الرَّوْضُ وَالأَغْصُنُ الْمُلْدُ

كَفَاهَا تَجَاريبَ الْحَدَاثَةِ رُشْدُهَا

وَقَدْ جَازَ رَيْعَانُ الصَّبَا قَبْلَهَا الرِّشْدُ

وَلَوْ لَمْ يَكُنْ مَهْراً لَهَا غَيْرُ عَقْلهَا

لَكَانَ الغِنَى لاَ الْمالُ يُقْنَى وَلاَ النَّقْدُ

غنىً لاَ يَحُلُّ الزُّهْدُ فيهِ لِفاضلٍ

حَصيفٌ إِذَا في غَيْره حَسُنَ الزَّهْدُ

لِيَهْنئكُمَا هَذَا القرانُ فَإِنَّهُ

سُرُورٌ بمَا نَلْقى وَبُشْرَى بمَا بَعْدُ

ففي يَوْمِهِ رَقَّتْ وَرَاقَتْ سَمَاؤُهُ

لِمَنْ يُجْتَلَى وَانْزَاحَت السُّحُبُ الرَّبْدُ

وَفي غَدِهِ سِلْمٌ تَقُرُّ بهِ النُّهَى

وَحِلْمٌ تَصَافى عنْدَهُ الأَنْفُسُ اللِّد

هُنَاكَ تَجِدُّ الأَرْضُ حلْيَ رياضِها

وَيُثْنَى إِلَى أَوْقَاتِهِ البَرْقُ وَالرَّعْدُ

فَلاَ حَشْدُ إِلاَّ مَا تَلاَقَى أَحبَّةٌ

وَلاَ شَجْوُ إِلاَّ مَا شَجَا طَائرٌ يَشْدُو