لا يعبد المرء ربا ولا ولا وطنا

لا يَعْبُدُ المَرْءُ رَبّاً لا ولا وَطَناً

بِمِثْلِ إِغْلائِهِ القُربَانَ تَقدِيمَا

قُلتُمْ وَصَدَّقَ مَا قُلتُمْ تَحَمُّلُكُمْ

أَذَى يَرُدُّ فِرِنْدَ الصَّبْرِ مَثْلُومَا

مَا المَوْتُ إِنْ كَانَ إِنْقَاذُ البِلادِ بِهِ

مِنْ غَاصِبٍ وَانْتِصَافُ الشَّعْبِ مَظْلُومَا

يُحَطِّمُ العَظْمُ مِنْكُم دُونَ يُغْيَتِكُمْ

فَتَصبِرُونَ وَيَأَبْى العَزْمُ تَحْطِيمَا

بِرّاً بِمِصْرَ وَخَوفاً أَنْ يُسَلِّمَهَا

إِلَى العِدَى وَاهِنُو الإِيمَانِ تَسْلِيمَا

لَيْسَ الشَّهَادَةُ إِلاَّ مَنْ يَمُوتُ عَلَى

حَقٍّ وَمَنْ لا يُبَالِي فِيهِ مَا سِيمَا

إِمْضَوا رِفَاقاً كِرَاماً حَسْبُكُمْ عِوَضاً

مَجْدٌ عَزِيزٌ عَلَى الخُطَّابِ إِن رِيمَا

لِلمُشْتَرِي بِصِبَاه عِزَّ أُمَّتِهِ

ذِكْرٌ يُدِيمُ اسمَهُ بِالتِّبْرِ مَرْقُومَا

وَلِلَّتِي استَبدَلَتْ بِالقَبْرِ مَرتَعَهَا

قِسطٌ مِنَ الفخْرِ فَوقَ العُمْرِ تَقويما

لا تَحسَبُوا مِصْرَ تَنْسَاكُمْ فَكُلكُمُ

يَبْقَى عَلَى الدَّهْرِ مَرؤُوماً وَمَرْحُومَاً

وَفِي المَرَابِعِ مِنْ أَوراحِكُمْ نَسَمٌ

تَظَلٌّ تَأْتِي بِهَا الأَرْوَاحُ تَنْسِمَا