هذي رؤوس القمم الشماء

هَذِي رُؤُوسُ الْقِمَمِ الشِّماءِ

نَوَاهِضاً بِالْقُبَّة الزَّرْقَاءِ

نَوَاصِعُ الْعَمَائِمِ البَيْضَاءِ

رَوَائِعَ المَنَاطِقِ الْخضْرَاءِ

يَا حُسْنَ هَذِي الرَّمْلَةِ الوَعْسَاءِ

وَهَذِهِ الأَوْدِيَةِ الْغَنَّاءِ

وَهَذِهِ المَنَازِلِ الْحَمْرَاءِ

رَاقيةْ مَعَارِجَ العَلاَءِ

وَهَذِهِ الْخُطُوطِ فِي البَيْدَاءِ

كَأَنَّها أَسِرَّةُ العَذْرَاءِ

وَذلِكَ التَّدْبِيجِ فِي الصَّحرَاءِ

مِنْ كُلِّ رَسْمٍ بَاهِرٍ لِلرَّائي

وهَذِهِ الِميَاهِ فِي الصَّفاءِ

آناً وَفِي الإِزْبَادِ وَالإِرْغَاءِ

تَنْسَابُ فِي الرَّوْضِ عَلَى الْتِوَاءِ

خَفيَّة ظَاهِرَةَ الَّلأْلاَءِ

وَنَسَمٍ قَوَاتِلٍ لِلدَّاءِ

يَشْفِينَ كُلَّ فَاقِدِ الشِّفاءِ

وَمَعْشَرٍ كَأنْجُمِ الْجَوْزَاءِ

يَلْتَمِسُونَ سُتْرَةَ المسَاءِ

فِي مَلْعَبٍ لِلطِّيبِ وَالْهَوَاءِ

وَمَرْتَعٍ لِلنَّفسِ وَالأَهْوَاءِ

وَمَبْعَثٍ لِلفِكْرِ وَالذَّكَاءِ

وَمُنْتَدىً لِلشِعْرِ وَالغِنَاءِ

يَا وَطَناً نَفْدِيهِ بِالدِّمَاءِ

وَالأَنْفُسِ الصَّادِقَةِ الْوَلاَءِ

مَا أسْعَدَ الظَّافِرَ بِاللِّقَاءِ

وَالقُرْبِ بِعْدَ الهَجْرِ وَالْجَلاَءِ

إِنْ أَكْ بَاكِياً مِنَ السَّرَّاءِ

فَإِنَّ طُولَ الشَّوْقِ فِي التَّنَائِي

أَلَّفَ بَيْنَ العَيْنِ وَالْبُكَاءِ