يا مصر خطبك خطب الشرق اجمعه

يَا مِصْرُ خَطْبُكِ خَطْبُ الشَّرْقِ أَجْمَعِهِ

عَلَى اخْتِلافِ بَنِيهِ وَالأَسَى عُمَمُ

فَفِي حَوَاضِرِهِ الظَّبْيُ المَرُوحُ سَجَا

وَفِي بَوَادِيهِ رِيعَ الضَّيْغَمُ الأَضِمُ

تَلَجْلَجَ الْبَرْقُ إِذْ طَارَ النَّعْيُ بِهِ

وَاسْتَشْعَرَتْ وِقْرَهُ الْوَخَّادَةُ الرُّسُمُ

لُبْنَانُ مَادَتْ بِهِ حُزْناً رَوَاسِخُهُ

وَجَفَّ بِالغُوطَوِ الصَّفْصَافُ وَالرَّتَمُ

وَفِي السَّوَادِ عُيُونٌ بِالسَّوَادِ جَرَتْ

وَفِي الحِجَازِ وَ نَجْدٍ لِلْجَوَى ضَرَمُ

مَا حَالُ قَوْمٍ بِمِصْرٍ شَمسُهُمْ كُسِفَتْ

وَتَسْتَهِلُّ فَمَا تُغْنِهِمُ الديَمُ

أُمُّ المَدَائِنِ تُمْشِي وَهْيَ جضازَعَةٌ

بِالنَّعْشِ مَشْيَ ثَكُولٍ مَسَّهَا الْعَقَمُ

ذِيدَتْ عَنِ الرُّكْنِ لَمْ تُلْمِمْ بِهِ يَدُهَا

فَأَقْبَلَتْ بِضِيَاءِ الْعَيْنِ تَسْتَلِمُ

دِيَارُهَا كَالطلُولِ السُّحْمِ مُوحَشَةٌ

وَفِي الرِّحَابِ وَفُودُ الْخَلْقِ تَزْدَحِمُ

وَفِي البِلادِ بِتَعْدَادِ الْبِلادِ عَلَتْ

مَنَاحَةٌ مَا رَأَتْ أَمْثَالَهَا الأمَمُ

وَرَاءَ كلِّ سَرِيرٍ مَثَّلُوهُ بِهِ

مِنَ الجَمَاعَاتِ مَا لَمْ يَجْمَعِ الرَّقَمُ

لَمْ تَشْهِدَ الْعُرْبُ يَوْماً فِي فَوَادِحِهَا

كَذَلِكَ الْيَوْمِ مَشْهُوداً وَلا الْعَجَمُ