لعازر

1 حفرة بلا قاع

عمِّقِ الحفرة يا حفّارُ،

عمِّقها لقاعٍ لا قرارْ

يرتمي خلف مدار الشمسِ

ليلاً من رمادٍ

وبقايا نجمةٍ مدفونةٍ خلف المدارْ

لا صدى يرشح من دوّامة الحمّى

ومن دولاب نارْ

آهِ لا تلقِ على جسمي

تراباً أحمراً حيّاً طري

رَحِماً يمخره الشرش ويلتفُّ

على المَيْت بعنف بربري

ما ترى لو مدَّ صوبي

رأسه المحمومَ

لو غرّق في لحمي نيوبهْ

من وريدي راح يمتصُّ حليبهْ

لُفَّ جسمي، لُفّه، حنِّطْه، واطمُرْهُ

بكلس مالح، صخر من الكبريتِ،

فحمٍ حجري

2 رحمة ملعونة:

صلوات الحبِّ والفصح المغنّي

في دموع الناصري

أترى تبعث ميتاً

حجَّرته شهوة الموتِ،

ترى هل تستطيعْ

أن تُزيحَ الصخر عنّي

والظلام اليابس المركومَ

في القبر المنيعْ،

رحمة ملعونة أوجع من حمّى الربيعْ

صلوات الحب يتلوها صديقي الناصري

***

كيف يُحييني ليجلو

عتمةً غصّت بها أختي الحزيَنهْ

دون أن يمسح عن جفنيّ

حمّى الرعب والرؤيا اللعينَهْ:

لم يزل ما كان من قبل وكانْ

لم يزل ما كانَ:

برقٌ فوق رأسي يتلوّى أفعوانْ

شارع تعبره الغولُ

وقطعان الكهوف المعتمَهْ

مارد هشَّمَ وجه الشمسِ

عرّى زهوها عن جمجمَهْ

عَتْمة تنزف من وهج الثمارْ،

الجماهير التي يعلكها دولابُ نارْ،

وتموت النار في العتْمةِ،

والعتْمة تنحلُّ لِنارْ

3 الصخرة:

أنبتِ الصخر ودعنا نحتمي

بالصخر من حمّى الدوارْ

سمَّر اللحظة عمراً سرمديّاً

جمّدِ الموج الذي يبصقنا

في جوف غولْ

إن تكن ربّ الفصولْ.

وإذا صوت يقولْ

عبثاً تلقي ستاراً أرجوانياً

على الرؤيا اللعينَهْ

وبكت نفسي الحزينَهْ

كنتُ ميتاً بارداً يعبرُ

أسواق المدينَهْ

الجماهير التي يعلكها دولابُ نارْ

مَن أنا حتى أردَّ النارَ عنها والدوارْ

عمِّقِ الحفرة يا حفّارُ،

عمِّقها لقاعٍ لا قرارْ