على الزعازع والأهوال والبأس

عَلى الزعازِعِ والأهوالِ والبأسِ

لَوْ مادَتِ الأرضُ يبقى الشامخُ الراسي

عاري المناكبِ إلاّ أنْ تظله

غمائمٌ فهو معتمٌ بها كاسي

نأى بأعطافِه من تيهه وَرَسا

بأصلِهِ وَسما بالأنفِ والراسِ

ضخمٌ تكاد تسدُّ الأفقَ بسطتُه

كالعارِض الجوْنِ إلاّ أنه جاسي

ترقى به الأرض إذْ تدنو السماءُ له

كما سما ناهضٌ للمنحني العاسي

“جزيرةٌ من جوارِ “”الغوطتين”” عَلَى”

بحرِ من الدوْحِ والأمواه رجّاس

“كأنَّ ربَّكَ إِذْ حاذى “”دمشق”” به”

قدْ مَثَّل الخلدَ والأعرافَ للناس

“يظلُّ يسحبُ كالطاوس من “”بردى”””

ذَيْلاً تعثَّر بين الوردِ والآس

ما زال ينهضُ بالأعباءِ مرتفعاً

والغيم من فوقه تصعيدُ أَنْفاسِ

إذا أطلَّتْ عليه الشمسُ أو غربتْ

بَدَتْ أساريرُ بسّامٍ وَعبّاس

ترى النجومَ إذا لاحَتْ فَرائِدُها

كانتْ عَلَى رأسِه تاجاً من الماس

يحكي السماء إذا أنوارُه لَمَعَتْ

برجاً ببرجٍ ونبراساً بنبراس

سورٌ منيعٌ وَفاه اللهُ رافعه

في الدهر غفلةَ أجنادٍ وَحُراس

قد قارعَ الدهرَ لم يخشعْ لصوته

وَجهاً لوجهٍ وَلم يركنْ إلى باسِ

فللزمانِ يَدٌ عن نيله قصرتْ

وَللحوادثِ طرفٌ دونه خاسي

قوافلُ الدهرِ صرعى في جوانبه

ينبيكَ عنها بأجداثٍ وأرماس

“في “”الكهف”” و “”الغار”” أصداءٌ مجلجلة”

للذاكرين بأسحار وَأغلاس

رأوا بدائعَ صنعِ اللهِ ماثلةً

تجلى من الحسن خلاباً بأعراس

ترنّحوا وَتغنّوا في عبادتِه

كما ترنَّحَ عند النشوةِ الحاسي

منارة الدمع سلْها عن ترنّمهم

أما ألانَ وأبكى الجلْمَدَ القاسي