أرى البحر مرآة هذي الحياة

أرى البحر مرآة هذي الحياة

فهو يحاكي مداها اتساعا

وإبعاده مثل إبعادها

يضيق على الفهم أن تستطاعا

ويصفو وتصفو فمحض سرورٍ

يروق الورى منظراً وسماعا

وإن كدُرا فشقاءُ العناصر

مثلُ شقاءِ النفوس نزاعا

وتغتال سَفرَ الوجود خداعاً

ويغتال سفرَ السفين خداعا

فلا هي هابت عليها حصوناً

ولا هو هاب عليه شراعا

وقد وضع اللَهُ حدّاً له

وَحَدّاً لأعمارنا وانقطاعا

وسلَّط هوجَ الرياحَ عليه

وهوجَ الخطوبِ علينا تباعا

فنحن كأَسماكه في الوجود

يغولُ الكبيرُ الصغيرَ ابتلاعا

وأعمارنا كقراراته

انخفاضاً إذا اختلفت وارتفاعا

وأيامُنا مثل امواجه

تجيءُ سِراعا وتمضي سِراعا