إني لزمتك مثلما

إني لزمتكِ مثلما

لزم الحَمامُ أَليفهُ

ولقيتُ منكِ تجنُّباً

حمل الفؤادُ عنيفَهُ

ففصلتُ عن قلبي هوا

كِ ثقيلَه وخفيفه

فإذا بليل اليأس قد

أرخى عليَّ سجوفه

فثويتُ فيه نادباً

عمراً حببتُ صروفه

كالأمِّ تندب طفلها

والموتُ صار حليفه

إني وهبتُك ما ملك

تُ تليده وطريفه

وحببتُك الحبَّ الذي

لا تفهمين نحيفه

ولقيتُ منكِ تجنُّباً

حمل الفؤادُ عنيفَهُ

لما لزمتكِ مثلما

لزم الحَمامُ أَليفهُ

الريح قد نامت على

موج البحار الهاديه

والزهر أطبقت الدجى

أجفانه المتراخيه

نفرت نجوم الليل وه

ي إلى المجرة ظاميه

فتناكرت بين الغصون

لحاظهنَّ الساهيه

وتطايرت في الروض أش

باحُ النفوس الساريه

إن المياه أنينها

ذنوب العواطف جاريه

وكأنما هذي وتل

ك على حبيبٍ باكيه

ويزيد نيرانَ الأسى

أَن الطبيعة ساجيه

والزهر أطبقت الدجى

أجفانه المتراخيه

والريح قد نامت على

موج البحار الهاديه

يا من يساعدني على

بث الشكاية والجوى

اللَه في القلب الذي

لعبت به أَيدي الهوى

كالنجم يهوي مشرقاً

والغصن يقصفه الهوى

واهاً لهذا الغصن في

شرخ الشبيبة قد ذوي

واهاً لذاك النجم إذ

لم يرتفع حتى هوى

أَمَلي ويأسي في الحيا

ة كلاهما عندي سوا

القربُ أَشقاني لذاك

عليه آثرتُ النوى

قلبي من الأحزان في

ليل النمصائب قد ثوى

اللَه في القلب الذي

لعبت به أَيدي الهوى

يا من يساعدني على

بث الشكاية والجوى