تطالبني سلمى بأني أحبها

تطالبني سلمى بأَني أُحِبها

متى كان في الحب الفؤادُ مخيّرا

فديتُكِ يا سلمى جمالك ساحرٌ

ولكن قلبي لن يعودَ فيسحرا

صبوتُ كثيراً واسترحت من الصبا

فما فزت إلا من شقائي بأكثرا

أبى لي ذلي في المحبة رجعةً

إليها وعيشي مستضاماً مسخرا

ومن أنا أهواه يزيد سروره

بأني عنه لا أطيق تصبرا

ويعجبه فيه هيامي ولوعتي

وتضيعُ آمالي وبؤسي وما جرى

وإن لا أرى إلّاه في كل ما أرى

بعيدَ المنى كيما أنوحَ واسهرا

فأورثني داءً بقلبي كامناً

عضالاً رأيتُ الطبَّ فيه مُحيَّرا

كذلك كان الحب عندي فإن أكن

جديراً بدائي كنتُ بالبرءِ أجدرا

هرمتُ وشعري فاحمٌ وشبيبتي

كما فاح في الروض العبيرُ معطرا

وشاخت قُوى نفسي ونفسي فتية

وقلبي طفلٌ في الوجيعة عمَّرا

وأسلمني هذا الزمان إلى التي

تريني ضياءَ الصبح ليلاً مكدرا

تباعدتُ حتى ليس في الأرض مَبعدٌ

لذلك لم اسمع عن الحب مُخبِرا

وعالجتُ هذا العمرَ حتى تركتها

وإياه لكن آسفاً متحسرا

بكيتهما حتى كأَنَّ مدامعي

مسيلُ غدير ماؤه قد تحدرا

وكفكفتُ دمعي بعد ذلك صامتاً

ذهولاً وفي قلبي الضرام تسعرا

لقد صار قلبي مثلما يعلم الأسى

تغيَّر حتى صار لن يتغيرا