فديتك خاطرة عندما

فديتكِ خاطرةً عندما

تمايل قدك غصناً نضيرا

واقبل مرتدياً مخملاً

فكان الحرير تردى حريرا

كأنك في ظلمة قد أطل

عليها محياك بدراً منيرا

وعيناك نجمان للسعد في

سماءِ الجمال يفيضان نورا

يضم قوامَكِ هذا الرداءُ

هياماً كما ضم كمٌّ عبيرا

وللَه مما يضمُ وإني

بذلك قد صرتُ منه غيورا

إلا فاعذري يأس صبٍ يغار

وخير الورى من يكن عذيرا

كأَنَّ تموج ذاك الحرير

سحر يضلل طرفاً بصيرا

وقد زانه ما به من بريقٍ

كما زانت البسماتُ الثغورا

وهيهات ذاك له إنما

غدا منكِ بعض السنى مستعيرا

ومهما تكاثف نسجاً فنورك

أزهى صفاءً وأجلى ظهورا

كما وهج الليل والبدر ثاوٍ

وراءَ الغمائم يأبى السفورا

تولى الشتاءُ وهذا الربيع فالقيه

يجلُ سناك ظهورا

ويبرز جمالاً أقل معانيه

يفتن ولداً ويفضح حورا

ويأخذ باللب حتى يكاد

الفؤادُ بحكم الهوى أن يطيرا

كذاك يفتح كم الرياض

إذا ما الربيع أتاه بشيرا

فينفح طيب الشذا وينوِّرُ

بين الغصون ويغري الطيورا

وأنت الرياض وأنت الربيع

وأنت الحياة مني وسرورا

أَزيليه وأطويه حتى يصح

شماتي به فأكون شكورا

ولكنه بعد عام يعود

سيرته وأعود غيورا