نعم مات في صدري حديث رجائه

نعم مات في صدري حديثُ رجائه

وأسلمني قلبي إلى بُرَحائه

فإن كنتِ أزمعتِ القطيعَةَ فاِفعلي

وإن تُزمعي فعلٌ برغمِ خفائه

لقد كنتِ في صحراءِ عمري روضةً

فأذبل فيها الزهرَ حَرُّ ظمائه

وما حبُّنا إلا كنابتةٍ ذوت

ولم يُروِها جفنُ الضحى بضيائه

لعلك في القطعِ القريب مزيلةً

عن القلب عبئاً كان أصل شقائه

فكم مرضعٍ قد مات لم يُدرَ داؤُه

ولو عاش كان العمرُ اكبر دائه

أديري بهذا الكون طرفك سائلا

ورُدّيه يرجِع دافقاً ببكائه

فأهونُ ما في الكون قطعُ محبةٍ

إذا وُجدت فيه كساري هوائه

وأعظم ذنبي إن قلبي في الهوى

مشاعره مقرونةٌ بوفائه

وإني غريبٌ بين أهلي ومعشري

اجرر بين الناس أقدامَ تائه

لقد مات في قلبي الرجاءُ فإن أعش

فطولُ احتضارٍ كيف لي بشفائه

وقلبك مغمورٌ بماءِ حياته

ووجهك مغمورٌ بماءِ حيائه

فدونك بين الناس ما شئتِ من هوىً

لقد ماتَ في صدري حديثث رجائه