ألبنان شعب يموت

على أَيِّ صَدر أَحُطُّ الوسامْ ولبنانُ جُرحٌ بقلبي ينامْ

 

“مَلأْتُمُ قلبيَ قيحًا”… ملأْتُمْ عيوني دمًا وطريقي ظَلامْ

 

أَلُبنانُ هذا الذي قد عهدْتُ مجالي هوًى ومَغاني سَلامْ

 

وصدرًا على البحر رَدَّ النسيمُ عليه شَفيفَ رداءِ الغمامْ

 

وبابًا تُراح ثِقالُ الحمول عليه وتُنسى الهمومُ الجِسامْ

 

وهاتيك أَسواقُه الرافلاتُ بطِيب العطور وريش النعامْ

 

حوائط مجدورةٌ، وسقوفٌ تدَلَّت، وأَسماءُ أَشياءَ بين الرُكامْ

 

وتلك فنادقه الشامخاتُ يَمُوج نعيمًا بهنَّ الزحامْ

 

خرائبُ سُودُ الكُوى تنتقيها الأَفاعي ويهرُبُ منها الحَمامْ

 

وأُولاءِ أَبناؤُه: نازحون… وموتى… وناشئةٌ للصِدامْ

 

وأَين وُجوهُ أَحبَّايَ فيهم… لِطافُ الحديث الظِرافُ الكِرامْ

 

يُقَطِّع أَسمارَهم كلَّ ليلٍ عزيفُ الردى ودَويُّ الرجامْ

 

لقد أَلِفوا الموتَ، أَصبح شيئًا كوجْه الرغيف وملْح الطعامْ

 

وما صَدَّ عامِلَهم عن بِناءٍ… ولا ردَّ تلميذَهم عن دَوامْ

 

أَذلكَ شعبٌ يموت؟؟ محالٌ. تَموتُ الحروبُ، يَموت الحِمامْ