أوديب

مورَّدُ الخدينِ

أقنى،

شعرُهُ سحابْ

نام به خيطٌ من البرقِ

كشيبتينْ؛

يداه تبحثان في يديه

عن جملةٍ أضاعَها ليبدأَ الخطابْ

أهدابُهُ شراع

أقلع في لوحةِ (سُريالٍ) على الجدار

وأقلع النهار

إلا بقاياه على مقاعدٍ أضجرَها الفراغ

مثل أفاعٍ حثَّها صفير

ستشرئبُّ لحظةً

ثم تغوصُ في سلال الصمت بانكسار

“وددتُ أن أقولْ”

شفاههُ تاهت على صدرٍ،

ولمّا يشبع الرضيعْ

لملمها ونام

جنّةُ أعنابٍ يرفُّ فوقها السلام

والحبُّ والربيع

“عشرون عاماً ضيّعتْ رجال

وأنضجتْ أجيال

وأنتِ أنتِ

لفتةُ الفتنة في ترفُّعِ التمثال”

أنا؟!

“أجل أنتِ، وتجهلين

أنا حببناكِ بلا أمل

كنتِ لبعضنا الهوى العذريَّ والغزَل

كنا ولم أزلْ”

يا لغبائي

كيف لم أحزرْ؟

“وهل من حاجةٍ أن يحزر الضياء

حاجةَ كلِّ الناس للضياء؟”

صافحتُهُ

فجمَّعَتْ شفاهه الزمان والحنين

في قبلةٍ على يدي يشدُّها سؤال

“ألا تُقبّلينني؟

ألا تُقبّلين؟”

وسمّرَتْ نظرتُهُ الأبعاد

طفلاً يرى في قبلةٍ لجرحهِ ضماد

يُنهي بها البكاءَ والعناد

لثمتُهُ

نفحةُ شلّالٍ بتموزَ على جبهته

مراشفُ الأمومة

لم يتركِ الدهر

بلى!

قد تركتْ قبلتُهُ في شفتي

نعومة