صومعة القهر

فاجأتُكَ بالحبِّ، ولم تلحَقْ

أيقظتُ الدهشةَ فيك

وما حرّكتُ القلب.

طارئةً جئتُ

ومسرعةً عدتْ

لم أخطئ فيكَ دمي

لكنّي أخطأتُ حسابَ الوقتْ

ناديتَ أظنُّكَ باسمي؟

صوتُكَ كان يجيءُ إليَّ بلا صوتْ

كصراخٍ حول سرير الموتْ.

في اللاأرض

كالغصن المزروع بماءْ

يبدو حبي لكَ حتى الجذر

بغير عطاءْ

لكني أحببتُكَ حقّاً

أحببتُكَ صدقاً

أحببتُكَ في سنِّ العشرينْ

غلطتُنا

أني أجهلُ حبَّ العصرِ

وتجهلُ وجدَ الصوفيّين.

لم تلحقْ أنتَ

ودارت عندي الدورةُ كاملةً

وأنا أرجعُ للبحر الآنْ

منكسرٌ فرحي فيكَ

ومنكسرٌ حزني منكَ

ومنكسرٌ فيّ الإنسانْ

لا أصلحُ للدنيا هذي

وسيبنون على جسدي صومعةً للقهرْ

“كانت سيّدَةً فاضلةً

لم تعشقْ أحداً غير البحرْ”