تخلى عن أبي حرب فولى

تخلَّى عن أبي حَرْبٍ فَوَلَّى

بِهَيْدَةَ قابِضٌ قَبْلَ القتالِ

ونجَّى قابِضاً وَرْدٌ سَبُوحٌ

يمرُّ كأَنَّهُ مِرِّيخُ غالِ

نَفَحْتَ بهِ اليَمِينَ فَظَلَّ يَهْوِي

هويَّ الصّقْرِ في يَوْمِ الظّلالِ

فجاءَ كأنّما يَهْوِي لِنَحْبٍ

طَوِيلَ المَتْنِ مرتَفِعَ القَذالِ

ولَمّا أَنْ رَأَيْتَ الخَيْلَ تَرْدِي

تُبارِي بالخُدودِ شَبا العَوالي

عَلى زَبَدِ القوائمِ أعْوجيٍّ

حَثِيثِ الركْضِ مُنْكَفِتِ التوالي

حَباكَ بِهِ ولَم يَخْذلْكَ لمّا

رآكَ مُحارِفاً ضِمنَ الشِّمالِ

فإنّك لَوْ رَكَضْتَ خَلاك ذَمٌّ

وفارَقَكَ ابنُ عَمِّكَ غَيْرَ قالِ

أَلمْ تَعْلَمْ جَزاكَ اللّهُ شرّاً

بأنَّ المَوْتَ مَنْهاةُ الرِّجالِ

فَتَضْرِبَ ضَرْبَةً يَسْمُو إليها

حَدِيثُ القَوْمِ في الرُّفقِ العجالِ

فَلا وأبيكَ يا ابْن أبي عُقَيْلٍ

تبلُّكَ بَعْدَها عِنْدِي بلالِ

نسيتَ وِصالَه وصَدَرتَ عنه

كَما صَدَرَ الأَزَبُّ عن الظِّلالِ