بالبحر قيلولة والشوق أختنق

بالبحر قيلولة والشوق أختنق

للنوم حيلولة والحب مختنقُ

وصرت أبصر منه القلب محترقاً

والروح والجسم والفؤاد يحترق

وصار قرُّ البحور الشمس مندفقاً

والحر في الشمس والفؤاد يندفق

والقوم سابقهم للحي ملتحقا

ولاحق سابقاً كفاه يلتحق

والشوق آخره أولاه مستبقاً

وسابق كان لا في السبق يستبق

والجسم من باطني للروح مرتمقا

وباطني روحه في الشوق يرتمق

والسر منه الذي مصيره حنقا

ولو أري حنقاً لأذهب الحنق

من ذكره لفتاة ليس مختفقاً

معها الفؤاد وإن ينقل فيختفق

كأنما الشمس إذ تكون مبتزقاً

من لونها بزقت واللون يبتزق

وإن علا البدر في الهواء مبتسقاً

كأنَّ منها المحيا فيه يبتسق

وإن تر البرق في الظلام مبترقاً

كأنه ثغرها في الليل يبترق

والراح مُزجىً ببرد السحب مبتصقاً

كأنه ثغرها بالرشف يبتصق

والمسك حيث يفوح نشره عبقاً

كأنه نفسها والنفس تعتبق

والسهم في وقعه بالجسم مرتشقا

كأنه لحظها في القلب يرتشق

وجعلها ذهباً مرونقاً ورقا

يحسن به ذهبٌ ويحسن الوَرِقُ

أيامنا والليالي يأتيا نسقاً

وكلما نسقا فوبُّها نسقُ

وليس قلبي في الأنام معتشقا

لغيرها غير من لله يعتشقُ

غوث الطريقة بعد عدمها عتقا

غيث الخليقة فهو غيثها العتق

خير الأنام وبحر العلم مختسقاً

وحيثما قد رمى في الرأي يختسقُ

بحر الأيادي وفُلْكُ البحر منفلقا

ومنه في الغيب والحسي ينفلق

سيف الإله على الأعادِ منخزقا

ومن سهام له في الرمي يختزق

مولى النوال على الموال منسحقاً

نواله للعفاةِ حيثما انسحقوا

هو الجوادُ الذي في مهله سبقا

سبق الجياد إذا الجياد قد سبقوا

هو التقي السخي الخِرْقُ منطبقا

هو الخضمُّ هو الهاضوم ينطبق

هو الهمام سميذع متى خلقا

وهْوَ الأريبُ هو الجحجاح مختلق

حلاحلٌ مدرةٌ منجزٌ خلقا

ولوذعيٌّ سريٌّ مصقعٌ خَلِقُ

والأريحي حسيب مجده انطلقا

وماجدٌ وهُوَ الصِّنديد ينطلقُ

وصِمةٌ بطلٌ ذَمَرْكَمٍ دهقاً

كل الطغاة ومنه الطاغي مدّهقُ

ومغشم بُهْمةٌ شهمٌ وقد حذقا

حَزْوراً علم ما الأقحاح قد حذقوا

محيي الشريعة بعد عدمها وهقا

وهو الوثيق لها كأنه الوهق

قطب الوجود عليه دار مفترقاً

والفرق والجمع فيه ليس يفترق

والعلم والحلم دائمان متفقا

والعدل والبذل فيه الكل يتفق

والشمسُ والقمرُ الليلُ النهارُ رَقَى

كلٌّ يضاهي له إكمال ما شرقوا