ليالي سلمى ترتقي لي وتراقيا

ليالي سلمى ترتقي لي وتراقيا

بروقاً فليلي كالنهار رقى لِيا

ظواهر من سلمى سرتْ لبواطني

فأصبحتُ بالساري أُباري العواليا

وبتُّ وأحشائي تُقَطَّعُ بالهوى

ومن حُرَقِ الأشواق باتت صَوادِيا

وبت وقلبي من لظاها بجنة

وجنَّةُ ذِكراها تُذَكِّرُ ناسيا

تضوّع منها نَشْرُ بنت غزالة

إذا الطيف أبدى نشرها والغواليا

ولو ذُقْتُ فاها قلت هذا معتق

عتيق من التجار للنفس سابيا

لها من ظباء الرمل جِيدٌ ومُقْلَةٌ

وحِقفٌ ثقيل في القيام كما هيا

فقلت لِطَيفي إنْ سليمى سرت لنا

نَصِيبُ الجزا لاقت وإن أنت لاقيا

فكلّمني رأْداً فقال وكلَّمَتْ

دُهوراً بلى أي لا سبيل له بيا

ولكن تجلَّى من قديم ظهوره

فطشتُ ولا أدري سبيلاً إلى ذيا

إذا هي روض للرواتع مرتع

وترتاح في الأرواح تتلو المتاليا

رتعت ودوني رَوحٌ ريحان روحه

لعل الذي اشتاق يدني بذاتيا

فقلت جواباً والجواب معمّمٌ

دعا نَفْسَ حِبٍّ للحبيب تناجيا

تناجي شكوراً في منامي وَيقْظَتي

بعهد وثيق لا يناقض باديا

خطابُ ألست الله من نال عنده

عنايته نال الجواب جوابيا

أجابت به قبلُ الحوادثُ كلُّها

فقامت على ما كان قبلُ وجائيا

فألبَسها فضلاً رداء وعزها

فعزت وبزَّتْ من سواه محاشيا

وأعطى تجلِّي الذات نوماً تفضُّلاً

فشاهدته فرداً بجمعي فانيا

فردَّ شهودي في وجودي بجوده

فلا أين أدري لا له مَعْ ولا ليا

ولولا غيوب السر والحب مانع

وسر غيوب من حواضر عافيا

لَقُلْتُ فلا لا لا نعم وحقيقتي

شريعة من أحمى بوحيٍ حمائيا

وكلِّي لَكُنْ لي من قديمي وحادثي

ولست أُنادي غير من لي مناديا

ولكنما ربي أراد أرَدْتُهُ

وعن ذكر ما يخفى صرفت عنانيا