يا من ترفع للدنيا وزينتها

يا مَن تَرَفَّعَ لِلدُنيا وَزينَتِها

لَيسَ التَرَفُّعُ رَفعَ الطينِ بِالطينِ

إِذا أَرَدتَ شَريفَ القَومِ كُلّهم

فَاِنظُر إِلى ملكٍ في زِيِّ مِسكينِ

لا تَخضَعَنَّ لِمَخلوقٍ عَلى طَمَع

فَإِنَّ ذَلِكَ وَهنٌ مِنكَ في الدينِ

وَاِسترزق اللَه مِمّا في خَزائِنِه

فَإِنَّ ذاكَ بَينَ الكافِ وَالنونِ

أَلا تَرى كُلَّ مَن تَرجو وَتَأملُه

مِنَ البَرِيَّةِ مسكينَ اِبنَ مِسكينِ

أَرى أُناساً بِأَدنى الدينِ قَد قَنِعوا

وَلا أَراهُمُ رَضوا في العَيشِ بِالدونِ

فَاِستَغنِ بِالدينِ عَن دُنيا المُلوكِ كَما

اِستَغنى المُلوكُ بِدُنياهُم عَن الدينِ

لَولا شَماتَةُ أَعداءٍ ذَوي حَسَدٍ

وَإِن أَتاكَ بِنَقص مَن يُرَجّيني

فَما خَطَبتُ إِلى الدُنيا مَطالِبَها

وَلا بَذَلتُ لَها عِرضي وَلا ديني

لَكِن مُنافَسَة الأَكفاءِ تَحمِلُني

عَلى أُمور أَراها سَوفَ تُرديني

وَقَد حَسِبتُ بِأَن أَبقى بِمَنزِلَةٍ

لا دينَ عِندي وَلا دُنيا تُواتيني