أحب الخريف وظل المعاني

أحبُّ الخريفَ وظلَّ المعاني، ويُعْجِبُني

في الخريف غموضٌ خفيفٌ شفيفُ المناديل،

كالشعر غِبَّ ولادته إذ “يُزِغلِلُهُ”

وَهَجُ الليل أو عتمةُ الضوء. يحبو

ولا يجد الاسم للشيء /

يعجبني مَطَرٌ خَفِرٌ لا يُبَلّل إلاَّ

البعيداتِ

[في مثل هذا الخريف تَقَاطَعَ موكبُ عُرْسٍ

لنا مع إحدى الجنازات، فاحتفل الحيُّ

بالمَيْتِ والمَيْتُ بالحيِّ]

يعجبني أن أرى ملكاً ينحني لاستعادة

لؤلؤة التاج من سَمَكٍ في البحيرة /

تُعْجِبنُي في الخريف مشاعيَّةُ اللون، لا

عَرْشَ للذَّهَبِ المُتَواضعِ في وَرَقِ الشجر

المُتَواضِعِ، مثل المساواة في ظمأ الحبِّ /

يعجبني أَنه هدنةٌ بين جَيْشَيْنِ ينتظران

المباراة ما بين شاعِرَتَيْنِ تحبّان فصل الخريف،

وتختلفان على وجه الاستعارةْ

ويُعجبني في الخريف التواطؤُ بين

الرُّؤَى والعبارةْ!