أكثر وأقل

حتى لو لم تكوني ما أنت عليه من حضور

باهر، سأكون أنا ما أنا عليه من غياب

فيك.. باطن وظاهر. شفاف حضورك بلوري

أرى ما وراءه من حدائق فأخطف إلى

متاهات عليا لا يبلغها خيال تبهجه سعة

المجاز ويخرجه فقر الكلام المتداول. أقول

ما أقول لك بلغة تفتقر إلى كثافة العسل

وخفة الفراشة … في حضرة هذا الممكن المتمكن

من رفع المصادفة إلى مرتبة الإعجاز. فإلى

أين يأخذنا صمتك المضفي على الكلام الغامض

إغواء التورية؟ كأني لم أكتب من قبل,

ولم أحفظ ما كتبت لك في سري. وشفّاف

حضورك, فلا أدري إن كانت روحك تسكن

جسدك, أم أن جسدك يلبس روحك

ويشعّ لؤلؤة في عتمتي.يختلط عليّ

الشكل والجوهر,فأرى الشكل جوهراً

والجوهر شكل الكمال. وأباريك في الصمت

لئلا تزلّ بي كلمة فأسقط على ما كنته

قبلك من ارتجال متعثر.لا,لست

شاعراً ينتظر قصيدته في ما تنثرين من

إيماءات,أنت وأنا ــ إن كان لنا أن

نجتمع في عبارة واحدة كما نحن هنا في

غرفة واحدة ــ ضيفان خفيفان على ما يسبق المعنى

من غيوم , ممتلئان بحنين الطير إلى شجر الليل, بلا

فكرة عن غد لا يعدنا بغير الأمل. فأحضر وتغيبين.

وأنظر إلى غيابك يهيل عليّ سماء ما.حتى

لو لم تكوني ما أنت عليه من غياب.سأكون

أما ما أنا عليه من حضور. كأنك معي.

كأني في حاجة أكثر إلى ما هو أقلّ!