اغتيال

يغتالني النُقَّاد أَحياناً:

يريدون القصيدة ذاتَها

والاستعارة ذاتها…

فإذا مَشَيتُ على طريقٍ جانبيّ شارداً

قالوا: لقد خان الطريقَ

وإن عثرتُ على بلاغة عُشبَةٍ

قالوا: تخلَّى عن عناد السنديان

وإن رأيتُ الورد أصفرَ في الربيع

تساءلوا: أَين الدمُ الوطنيُّ في أوراقهِ؟

وإذا كتبتُ: هي الفراشةُ أُختيَ الصغرى

على باب الحديقةِ

حرَّكوا المعنى بملعقة الحساء

وإن هَمَستُ: الأمُّ أمٌّ، حين تثكل طفلها

تذوي وتيبس كالعصا

قالوا: تزغرد في جنازته وترقُصُ

فالجنازة عُرْسُهُ…

وإذا نظرتُ إلى السماء لكي أَرى

مالا يُرَى

قالوا: تَعَالى الشعرُ عن أَغراضه…

يغتالني النُقّادُ أَحياناً

وأَنجو من قراءتهم،

وأشكرهم على سوء التفاهم

ثم أَبحثُ عن قصيدتيَ الجديدةْ!