السطر الثاني

السطر الأول هبة الغيب للموهبة، أما

السطر الثاني فقد يكون شعراً أو خيبة

أمل(فروست). السطر الثاني هو صراع

المجهول مع المعلوم. خلاء الطرق من الإشارات،

وامتلاء الممكن بالأضداد، فكل ممكن ممكن ,

وهو حيرة تقليد المخلوق الخالق هل

.

الكلمة تقود قائلها، أم قائلها يقودها؟ السطر

الثاني لا يوهب، بل يصنع بكفاءة ترويض

اللامرئي.فأنت ترى ولا ترى من شدة

التباس الضوء مع العتمة وأنت .. أنت

الذي منحك الإلهام إشارة البدء وتخلى

عنك لتمضي وحدة في مغامرة بلا بوصلة.

أنت كمن يخرج إلى غابة دون أن تعرف

ما ينتظرك: قطاع طرق، أم طلقة، أم

صاعقة، أم امرأة تسألك: ما لزمن؟

فتقول لها : “توقف الزمن فمري” (بيسّوا) .

الممكن غابة، فعلى جذع أية شجرة تسند

خيالك، ومن أي وحش تنجو؟ إذا

اهتديت إلى السطر الثاني في متاهة الممكن،

عرفت الطريق المعبد إلى موعد مع المستحيل!