بندقية وكفن

((لن يهزمني أَحد . ولن أَنتصر على أَحد))

قال رَجُلُ الأمن المُقَنَّعُ المُكَلَّفُ مهمَّة غامضة.

أطلق النار على الهواء , وقال :على الرصاصة

وحدها أن تعرف مَنْ هو عدوِّي . ردَّ علية

الهواء برصاصة مماثلة . لم يكترث المارة العاطلون

من العمل بما يدور في بال رجل الأمن المقنع

العاطل مثلهم من العمل , لكنه يبحث عن حربه

الخاصة منذ لم يجد سلاماً يدافع عنه . نظر

إلى السماء فرآها عالية صافية . وبما أنه لا

يحبُّ الشعر فلم ير فيها مرآة للبحر . كان

جائعاً , وازداد جوعاً حين شمَّ رائحة

الفلافل , فأحسَّ بأن بندقيته تُهينُهُ . أطلق

رصاصة على السماء لعلَّ عنقوداً من عنب

الجنّة يسَّاقط عليه . ردّت عليه رصاصة

مماثلة , فأجَّجت حماسته المكبوتة إلى القتال.

فاندفع إلى حرب متخيَّلة , وقال : عثرت أخيراً

على عمل . إنها الحرب . وأَطلق النار على

رجل أَمن مُقَنَّع آخر , فأصاب عدوَّه المُتَخَيَّل ,

وأُصيب بجرح طفيف في ساقه . وحين عاد

إلى بيته في المخيّم متكئاً على بندقيته , وجد

البيت مزدحماً بالمعزّين , فابتسم لأنه ظنَّ

أنهم ظنوا أنه شهيد , وقال: لم أَمت !

وعندما أخبروه أنه هو قاتل أخيه , نظر

إلى بندقيته باحتقار , وقال : سأبيعها لأشتري

بثمنها كفناً يلتق بأخي !