تدبير منزلي

ـ1ـ

كم أَنا

في الصباح ذهبتُ إلى سوق يوم

الخميس اشتريتُ حوائجنا المنزليّة ,

واخترتُ أُوركيدَةً وبعثتُ الرسائل

بلَّلني مَطَرٌ فامتلأتُ برائحة البرتقالة.

هل قُلْتَ ليْ مَرَّةً إنني نَخْلَةٌ حاملٌ ,

أَم تخيَّلْتُ ذلك ؟ إن لم تجدني

أَرفُّ عليك , فلا تَخْشَ ضَعْفَ الهواءِ ,

وَنَمْ يا حبيبيَ نَوْمَ الهنا…

ـ2ـ

كم أَنا؟

في الظهيرة , لَمَّعْتُ كُلَّ مرايايَ . أَعددتُ

نفسي لعيدٍ سعيدٍ ونهدايَ , فَرْخا

يمامِ لياليك يمتلئان بشهوة أَمس

أَرى في عُروق الرخام حليبَ الكلام

الإباحي يجري ويصرخ بالشُعَراء

اُكتبوني’ كما قال ريتسوس . أَين

اختفيت وأَخفيت منفايَ عن رغبتي؟

لا أرى صُورتي في المرايا , ولا صُورَةَ

اُمرأةٍ من نساء أَثينا تُدِيرُ تَدَابِيرَها

العاطفيَّةَ مثلي هُنا.

ـ3ـ

كم أَنا ؟

في المساء ذهبتُ إلى السينما

مع إحدى الصديقات . كان لهُنُودُ

القدامى يطيرون في , زمن الحرب والسلم

كالشُّهُب الأَثريَّة , مثلي ومثلك .

حدَّقْتُ في طائرٍ فرأيتُ جناحَيْكَ

يرتديان جناحيّ في شجر الأكاليبتوس .

ها نحن ننجو نجاة الغبار من

النهر . مَنْ كان فينا الضحيّةَ فليْحلُم

الآن أكثرَ من غيره بيننا.

ـ4ـ

كم أَنا؟

بعد مُنْتَصفِ الليل , أَشْرَقَتِ

الشمسُ في دمنا

كم أنا أنْتَ , يا صاحبي

كم أَنا ! مَنْ أَنا !