ثلج

تكثَّفَ الهواءُ الأبيض، وتباطأ وانتشر

كالقطن المنفوش في الفضاء. وحين لامس

جسَدَ الليل أضاءه من كل ناحية. ثلج.

انقطع التيار الكهربائي، فاعتمدت على

ضوء الثلج لأهتدي إلى الممر، الفاصل

الموسيقي، بين جدارين، فإلى الغرفة المجاورة

لشجيرات النخيل الست الواقفات كراهبات

على كتف الوادي. فرَحٌ شِبهُ ميتافيزيقي

يأتيني من كلِّ ما هو خارجي، وأَشكر الريح

التي جاءت بالثلج من أقاليم لا تصل إليها

إلا الروح. لو كنتُ غيري لاجتهدت في وصف

الثلج. لكني إذ أنخطفُ في هذا العشب

الكونيّ الأبيض، أتخفف من نفسي فلا أكون

أنا، ولا أكون غيري، فكلانا ضيفان على

جوهر أبيض، مرئي وواسع التأويل.

وحين عاد التيار الكهربائي، أطفأت الضوء

وبقيت واقفا أمام النافذة لأرى كم أنا

هناك… طيفاً في ما وراء الثلج