روتين

مُنْخَفَضٌ جويّ . الرياح شمالية غربية , زخّات

من مطر . البحر مجعَّد رمادي . أشجار السرو

عالية. وغيوم الخريف تسقط اليوم ثلاثين

شهيداً شمالي غزة , بينهم امرأتان اشتركتا

في مظاهرة تطالب بحصة النساء من الأمل .

السماء عالية . البحر هادئ أزرق . الرياح

شمالية. الرؤية صافية . لكن غيوم الخريف

الاسم الرمزي للقتل – تقضي على أسرة كاملة

مكونة من سبع عشرة حياة … تبحث الأخبار

عن أسمائهم تحت الأنقاض . ما عدا ذلك ,

تبدو الحياة غير العادية عاديَّةَ الوتيرة .

ما زال الأفراد إذا صحوا أحياء

قادرين على القول : صباح الخير . ثم يذهبون

إلى أشغالهم الروتينية : تشييع الشهداء

ولا يعرفون إن كانوا سيعودون سالمين إلى

ما تبقى من بيوت تحاصرها جرافات ودبابات وأشجار

سرو مكسورة . والحياة , من فرط

لامبالاتها , لا تُرَى إلاّ تخطيطاً أولياً

لأمنيّة عصيّة على التدوين : المساواة مع

بنات آوى في الاستمتاع بكهف آمن . لكننا

مطالبون بمهمة صعبة : الوساطة بين الله

والشيطان للتوصل إلى هدنة قصيرة ندفن

خلالها شهداءنا !