زيتونتان

زيتونتانِ عتيقتانِ على شمال الشرقِ،

في الأولى اختبأتُ لأخدَعَ الراوي

وفي الأخرى خَبَأْتُ شقائق النعمانْ

إن شئتُ أن أَنسى… تَذَكَّرْتُ

اُمتلأتُ بحاضري، واخترتُ يومَ

ولادتي … لأرتِّب النسيانْ

تَتَشَعّبُ الذكرى. هُنَا قَمَرٌ يُعدُّ

وليمةً لغيابه. وهناك بئرٌ في

جنوبيِّ الحديقة زفَّتِ امرأةً إلى شيطانْ

كُلُّ الملائكة الذين أُحبُّهُمْ

أخذوا الربيعَ من المكان، صباح

أمسِ، وأورثوني قمَّة البُرْكانْ

أَنا آدمُ الثاني. تَعَلَّمْتُ القراءةَ

والكتابةَ من دروس خطيئتي,

وغدي سيبدأ من هنا, والآنْ

إن شئتُ أن أَنسى… تذكّرتُ

انتَقيْتُ بدايةً، وَوُلِدْتُ كيف أردتُ

لا بطلاً… ولا قُرْبانْ

تَتَشَعَّبُ الذكرى وتلعَبُ. ها هنا

زيتونتان عتيقتان على شمال الشرقِ

في الأولى وَجَدْتُ بُذورَ أُغنيتي

وفي الأخرى وَجَدْتُ رسالةً

من قائد الرومانْ:

يا إخوَةَ الزيتونِ

أطلُبُ منكمُ الغفران,

أطلب منكمُ الغفران…