شال حرير

شال على غصن شجرة . مرَّت فتاةٌ من هنا ،

أو مرّت ريح بدلاً منها ، وعلَّقت شالها على

الشجرة . ليس هذا خبراً . بل هو مطلع

قصيدة لشاعر متمهِّل أَعفاه الحُبُّ من الأَلم ،

فصار ينظر إليه – عن بعد – كمشهد

طبيعةٍ جميل . وضع نفسه في المشهد:

الصفصافة عالية ، والشال من حرير . وهذا

يعني أن الفتاة كانت تلتقي فتاها في

الصيف ، ويجلسان على عشب ناشف. وهذا

يعني أيضاً أنهما كانا يستدرجان العصافير

إلى عرس سري ، فالأفق الواسع أمامهما ،

على هذه التلة ، يغري بالطيران ، ربما قال

لها : أَحنُّ إليك ، وأَنتِ معي ، كما لو

كنتِ بعيدة . وربما قالت له : أَحضنكَ ،

وأَنت بعيد ، كما لو كنتَ نهديَّ . وربما

قال لها : نظرتك إليَّ تذوِّبني ، فأصير

موسيقى . وربما قالت له : ويدك على

ركبتي تجعل الوقت يَعرَق ، فافْرُكْني لأذوب…

واسترسل الشاعر في تفسير شال الحرير،

دون أن ينتبه إلى أن الشال كان غيمة

تعبر، مصادفة ، بين أغصان الشجر عند

الغروب.