صبار

ألصبار الذي يسيّج مداخل القرى كان

حارساً مخلصاً للعلامات . حين كنا أولاداً ،

قبل دقائق ، أرشدنا الصبار إلى المسالك .

لذلك أطلنا السهر خارج البيوت ، برفقة

بنات آوى والنجوم . كذلك خبأنا مسروقاتنا

الصغيرة من بلح وتين مجفف ودفاتر في

مخدعة الشائك . وحين كبرنا دون أن

ندري كيف ومتى حدث ذلك ، أغوتنا أزهاره

الصفراء بملاحقة البنات على طريق النبع

الضاحك ، وتباهينا بما على أيدينا من شوك .

ولما انطفأت الزهرة ونتأت الثمرة ، كان

الصبار عاجزاً عن صد سلاح الجيش

الفاتك . لكنه ظل حارساً مخلصاً للعلامات :

هنالك ، خلف الصبار منازل موءودة وممالك ،

ممالك من ذكرى ، وحياة تنتظر شاعراً

لا يحب الوقوف على الأطلال ، إلا

إذا اقتضت القصيدة ذلك !