صناديق فارغة

إذا كان السلامُ هدنةً بين حربين, فإنَّ

للموتى حقَّ الإدلاء بأصواتهم : سنختار

الجنرال . وإذا كانت الحرب حادثةَ سيرٍ

وقعت على الأوتوستراد السريع , فإنَّ على

الأحياء واجب الإدلاء بأصواتهم : سنختار

الحمار . لكن الأحياء لم يذهبوا إلى

صناديق الاقتراع , لا لأن الثلج كان يندف ,

بل لأن شللاً مفاجئاً النوافذ رأوا عناكب

تبني بيوتها في الثلج , فأصيبوا بالعمى . وحين

أرهفوا السمع إلى ما يحدث , هبَّت عواصف

لا عهد لهم بأصواتها الوحشية , فأصيبوا

بالصمم . وقال المنجمون : هي فوضى الكون

على باب القيامة . ومن حُسْن حظنا أو

من سوئه , أن المؤرخين الأجانب الخبراء

في مصائرنا وتاريخيا الشفهي لم يكونوا

هنا , فلم نعرف ما حلَّ بنا !