طائران غريبان في ريشنا

سمائي رماديَّةٌ . حُكَّ ظهري . وفُكَّ

على مَهَلٍ’ يا غريبُ , جدائلَ شعري . وقُلْ

لِيَ في مَ تُفَكِّرُ. قُلْ لِيِ ما مَرَّ

في بال يُوسُفَ. قل لِيِ بعضَ الكلام

البسيطِ … الكلام الذي تشتهي اُمرأةٌ

أَن يُقَالُ لها دائماً . لا أُريدُ العبارةَ

كاملةً . أَكتفي بالإشارة تنثُرُني في مَهَبِّ

الفراشاتِ بين الينابيع والشمس . قُل لِيِ

إِنِّي ضرورَّيةٌ لَكَ كالنوم , لا لامتلاء

الطبيعة بالماء حولي وحولك . وأبسُطْ

عليَّ جناحاً من الأزرق اللانهائيِّ…

إنَّ سمائي رماديَّةٌ

ورماديَّةٌ مثل لَوْحِ الكتابة, قبل

الكتابة. فاُكُتُبْ عليها بحبر دمي أَيَّ

شيء يُغيِّرُها : لفظةً… لفظتين بلا

هَدَفٍ مُسْرِفٍ في المجاز . وقُلْ إنَّنا

طائرانِ غريبانِ في أَرضِ مِصْرَ وفي

الشام.

قل إننا طائران غريبان في

ريشنا . واكتُبِ اُسميَ واُسمَكَ تحت

العبارة. ما الساعة الآن؟ ما لَوْنُ

وجهي ووجهك فوق المرايا الجديدةِ ؟

ما عُدْت أَملكُ شيئاً ليُشْبِهَني . هل

أَحبَّتك سيِّدةُ الماء أكثرَ؟ هل راوَدَتْك

على صخرة البحر عن نفسِكَ , اُعْتَرِفِ

الآن أَنَّكَ مَدَّدْتَ تِيهَكَ عشرين عاماً

لتبقى أَسيرَ يديها. وقُلْ لِيِ في مَ

تُفَكِّرُ حين تصيرُ السماءُ رماديَّة اللون…

إنَّ سمائي رماديَّةٌ

صرتُ أُشْبه ما ليس يشبهني .

هل تريدُ الرجوع إلى ليل منفاك

في شَعْر حُوريّةٍ؟ أَم تريد الرجوع

إلى تين بيتك. لا عَسَلٌ جارحٌ للغريب

هنا أَو هناك . فما الساعَةُ الآن؟

ما اُسمُ المكان الذي نحن فيه ؟ وما

الفرق بين سمائي وأَرضك. قل لِيَ

ما قال آدَمُ في سَرِّه . هل تَحَرَّرَ

حين تَذَكَّرَ . قل أَيّ شيء يُغَيِّر لون

السماء الرماديَّ . قل لِيَ بعضَ الكلام

البسيط , الكلام الذي تشتهي اُمرأةٌ

أَنَّ يُقال لها بين حينٍ وآخرَ . قُلْ

إنَّ في وسع شخصين , مثلى ومثلك ,

أَن يحملا كل هذا التشابه بين الضباب

وبين السراب , وأَن يَرْجِعَا سالمين . سمائي

رماديَّةٌ , فبماذا تفكِّرُ حين تكونُ السماءُ

رماديَّةً ؟