عابر سبيل

بلادي بعيدة

تبخَّر مني ثراها

إلى داخلي…

لا أراها

وأنت بعيدهْ

أراك

كومضة ورد مفاجئ

وفي جسدي رغبةٌ في الغناء

لكلِّ الموانئ

… وإني أُحبُّكِ

لكنني

لا أُحبُّ الأغاني السريعة

ولا القُبَلَ الخاطفة

وأنت تحبّينها

كبحّارة يائسين..

أرى عبر زنبقة المائدة

وعبر أناملك الشاردْ

أرى البرق يخطف وجهي القديم

إلى شرفة ضائعة

وأنت تحبّينني –

قلت –

من أجل هذا المساء

لنرقصْ إذن ’

أنا الماء والظلّ

والظل والماء لا يعرفان الخيانة

ولا الانكسارْ

ولا يذكران

ولا ينسيان

ولكن … لماذا ؟

لماذا توقفتِ الأسطوانة؟

ومن خَدَشَ الأسطوانة

لماذا تدور على نفسها :

بلادي بعيدهْ

بلادي

بلادي

بلادي