عدو مشترك

تمضي الحرب إلى جهة القيلولة . ويمضي

المحاربون إلى صديقاتهم متعبين وخائفين على

كلامهم من سوء التفسير : انتصرنا لأننا

لم نمت. وانتصر الأعداء لأنهم لم يموتوا.

أمَّا الهزيمة فإنها لفظة يتيمة. لكنَّ المحارب

الفرد ليس جندياً بحضرة من يُحبُّ : لولا

عيناك الـمُصَوَّبتان إلى قلبي لاخترقتْ رصاصةٌ

قلبي ! أو: لولا حرصي على ألاّ أُقْتَلَ

لما قتلتُ أحداً ! أو : خفت عليك من

موتي ، فنجوت لأطمئنك عليَّ . أو : البطولة

كلمة لا نستخدمها إلاّ على المقابر . أو :

في المعركة لم أفكِّر بالنصر، بل فكرت بالسلامة

وبالنمش على ظهرك . أو : ما أَضيق الفرق

بين السلامة والسلام وغرفة نومك . أو :

حين عطشتُ طلبتُ الماء من عدوي ولم

يسمعني ، فنطقت باسمك وارتويت…

ألمحاربون من الجانبين يقولون كلاماً متشابهاً

بحضرة من يُحِبُّون . أمَّا القتلى من الجانبين ،

فلا يدركون إلّا متأخرين ، أن لهم عدواً

مشتركاً هو : الموت. فما معنى

ذلك , ما معنى ذلك ؟