في الساحة الخالية

ساحة خالية . ذباب وظهيرة وشجرة

تين لا تؤنس أحداً . ينبح كلب من

بعيد ، وأنا أقترب من الساحة الخالية .

أفكر في ما وراءها ، وفي ما وراء

قصيدة يكتبها شاعر محبط عن رهبة الساحة

الخالية : ” أنا والكلام الذي قلته ،

والكلام الذي لم أقله ، وصلنا إلى الساحة

خالية ” . هنالك يرن الجفاف كقطعة معدنية .

وتحدث خطاك صوتاً مشابهاً ” كأنك

غيرك ” … يتبعه صدى هواء ناشف ” كأني

هو ” . وحين تكون إلى ساحة خالية تمتد

الخواطر إلى ما قبل : إلى حياة كانت هنا .

جاءت من أزفة ضيقة ، لتتشمّس أو

تتنفّس أو لتعرض براهينها على الممكنات .

لم أسأل : من أين جئت ؟ بل سألت :

لماذا وصلت إلى الساحة الخالية ؟. خفت .

وحاولت الرجوع إلى أي زقاق ضيق ،

فتحولت الأزقة كلها أفاعي . أغمضت عيني

وفركتهما وفتحتهما لأرى كابوسي أمامي . لم

يكن كابوسا . كان واقعاً كابوسياً . لكن

الساحة الخالية اتسعت ، وشجرة التين

ارتفعت ، والظهريرة سطعت ، وتكاثر الذباب .

أما نباح الكلاب فقد آنسني من بعيد ،

ثمة حياة هناك . ولسبب ما ، غامض ، تذكرت

الكلام الذي لم أقله … تذكرته ونسيته .