في الشام

في الشام، أَعرفُ مَنْ أنا وسط الزحام.

يَدُلّني قَمَرٌ تَلأْلأَ في يد اُمرأةٍ… عليَّ.

يدلّني حَجَرٌ تَوَضَّأ في دموع الياسمينة

ثم نام. يدلُّني بَرَدَى الفقيرُ كغيمةٍ

مكسورةٍ. ويَدُلّني شِعْرٌ فُروسيّ عليَّ:

هناك عند نهاية النفق الطويل مُحَاصَرٌ

مثلي سَيُوقِدُ شمعةً، من جرحه، لتراهُ

ينفضُ عن عباءَتِهِ الظلامَ. تدلّني رَيْحانةٌ

أرختْ جدائلها على الموتى ودفّأت الرخام.

“هنا يكون الموتُ حبّاً نائماً” ويدُلُّني

الشعراءُ، عُذْريِّين كانوا أم إباحيِّينَ،

صوفيِّين كانوا أم زَنَادِقَةً،

عليَّ: إذا

آخْتَلَفْتَ عرفتَ نفسكَ، فاختلفْ تجدِ

الكلامَ على زهور اللوز شفّافاً، ويُقْرئْكَ

السماويُّ السلامَ. أَنا أَنا في الشام،

لا شَبهي ولا شَبحي. أَنا وغدي يداً

بيدٍ تُرَفْرِفُ في جناحَيْ طائرٍ. في الشام

أمشي نائماً، وأنام في حِضْن الغزالةِ

ماشياً. لا فرق بين نهارها والليل

إلاّ بعضُ أشغال الحمام. هناك أرضُ

الحُلْمِ عاليةٌ، ولكنَّ السماءَ تسيرُ عاريةً

وتَسكُنُ بين أَهل الشام …