قال أنا خائف

خافَ. وقال بصوت عالٍ: أنا خائف.

كانت النوافذ مُحْكَمَةَ الإغلاق ، فارتفع

الصدى واتّسع : أنا خائف . صَمَتَ ،

لكن الجدران ردَّدتْ : أنا خائف.

الباب والمقاعد والمناضد والستائر

والبُسُط والكتب والشموع والأقلام واللوحات

قالت كُلُّها : أنا خائف . خاف صوت

الخوف فصرخ : كفى! لكن الصدى لم

يردِّد : كفى ! خاف المكوث في البيت

فخرج إلى الشارع . رأى شجرة حَوْرٍ،

مكسورة فخاف النظر إليها لسبب لا

يعرفه. مرت سيارة عسكرية مسرعة ،

فخاف المشي على الشارع . وخاف

العودة إلى البيت لكنه عاد مضطراً.

خاف أن يكون قد نسي المفتاح في

الداخل ، وحين وجده في جيبه اطمأنّ .

خاف أن يكون تيار الكهرباء قد انقطع .

ضغط على زر الكهرباء في ممر الدرج ،

فأضاء ، فاطمأنّ . خاف أن يتزحلق على

الدرج فينكسر حوضه ، ولم يحدث ذلك

فاطمأنّ . وضع المفتاح في قفل

الباب وخاف ألا ينفتح ، لكنه انفتح

فاطمأن . دخل إلى البيت ، وخاف أن

يكون قد نسي نفسه على المقعد خائفاً.

وحين تأكد أنه هو من دخل لا سواه ،

وقف أمام المرآة ، وحين تعرَّف إلى

وجهه في المرآة اطمأنّ. أِصغى إلى

الصمت ، فلم يسمع شيئاً يقول : أنا

خائف ، فاطمأنّ . ولسببٍ ما غامض…

لم يعد خائفاً !