كابوس

إذ أصحو فجراً يمرض نهاري. لا يأتيني

الكابوس من الليل، بل من فجْر فاجر،

كما لو أن حزناً ميتافيزيقياً يجرّني إلى

غابة كُحْليّة: هناك مُسلّحون مُقنّعون

وكاميرا. يشدّون وثاقي إلى جذع نخلة

عراقية ثكلى، قرب نخلة أخرى رُبط إلى

جذعها جواد عربي. يسألونني عن اسمي

الرباعي، فأخطئ في اسم أبي وجدّي من

وطأة الفجر. لا أرى سخريتهم المُقنّعة،

لكني أسمعهم يتهامسون: لن نُعدِمَه الآن

دَفعةً واحدة … فما زلنا في الفصل الأول

من الرواية. نقتله بالتقسيط وعلى دفعات.

وسنكتفي بإعدام الحصان. وعندما فكّوا

وثاقي دَسّوا في جيبي شريط فيديو،

وقالوا: هذا للتدريب على التعذيب …

وأعادوني إلى البيت. حين شاهدتُ الشريط

لم أفرح بأني حيّ. حزنت لأن الحصان

كان ينظر إليّ بمزيج من الشفقة والتأنيب!