كالنون في سورة الرحمن

في غابة الزيتون، شَرْقَ

الينابيع انطوى جَدِّي على ظلِّهِ

المهجور. لم يَنْبُتْ على ظلَّهِ

عُشْبٌ خرافيُّ،

ولا غيمةُ اللَيْلَكِ

سالَتْ داخل المشهدْ

الأرضُ مثل الثوب منسوجةٌ

بإبرة السُمَّاق في حُلْمِهِ

المكسور … جدّي هَبَّ من نومِهِ

كي يجمَعَ الأعشابَ من كرمِهِ

المطمور تحت الشارع الأَسودْ …

عَلَّمني القرآنَ في دوحة الريحانِ

شَرْقَ البئر،

من آدمٍ جئنا ومن حوَّاءَ

في جنة النسيانِ.

يا جدِّي! أَنا آخر الأحياء

في الصحراء، فلنصعدْ!

البحرُ والصحراءُ حول اسمِهِ

العاري من الحُرَّاسِ

لم يعرفا جدّي ولا أَبناءَهُ

الواقفين الآن حول “النون”

في سورة “الرحمن”،

اللهم … فلتشهَدْ!

أَمَّا هُوَ المولود من نفسِهِ

الموءودُ، قرب النار،

في نفسه،

فليَمْنَحِ العنقاءَ من سرِّهِ

المحروق ما تحتاجُهُ بعده

كي تُشْعِلَ الأضواءَ في المَعْبَدْ

في غابة الزيتون، شَرْقَ الينابيعِ

انطوى جدِّي على ظلِّه

المهجور. لم تُشْرق على ظلِّه

شمسٌ. ولم يهبط على ظلِّه

ظلٌ،

وجدِّي دائماً، أَبعدْ…